“لكل طفل الحق في التعليم.” “ينبغي على تعليم الأطفال أن يساعدهم على تطوير شخصياتهم ومواهبهم وقدراتهم.” “لكل طفل حق الراحة واللعب والمشاركة في أنشطة ثقافية وإبداعية.” هذه بعض البنود في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل والتي صادقت عليها 140 دولة عام 1989.
لكن الأطفال الفلسطينيين لا يملكون فرصة التمتع الكامل بهذه الحقوق التي عادة ما نعتبرها أمراً مفروغاً منه في مناطق أخرى في العالم. فمثلاً قد يشكل الذهاب للمدرسة مصدر خطر للأطفال حيث لا تكون بنايات بعض المدارس آمنة البناء أو تكون الشوارع حول المدارس مكتظة بالسيارات أو قريبة من المستوطنات الإسرائيلية أو المراكز العسكرية. كما تفتقر مخيمات اللاجئين لمكان آمن يسمح للأطفال بالتجمع واللعب والتعبير عن أنفسهم وإبداعاتهم.
بذلت الأونروا بالتعاون مع جهات محلية وعالمية جهوداً خلال ال70 عام الأخيرة، وقد أسست حوالي 700 مدرسة ابتدائية وإعدادية ضمن نطاق عمل الأونروا في الوطن العربي، وتم تقديم تعليم أساسي مجاني لحوالي 544,710 طفلاً فلسطينياً لاجئاً (unrwa.org). خلال العام الدراسي 2019/2020 وصل عدد الطلاب إلى 45,883 في مدارس الأونروا التي تبلغ 96 مدرسة بالضفة الغربية (unrwa.org).
بالنسبة للطلاب اللاجئين فإن مدارس الأونروا أصغر حجماً وأقل تجهيزاً من غيرها، لذلك يقسَّم الطلاب ودوام المدرسة لمدّتين، دوام صباحي ودوام بعد الظهر. كما تعاني الصفوف من الاكتظاظ ويبلغ معدل طلابها 50 طالباً مقارنة ب30 أو أقل في المدارس الأخرى، وهذا يجعل من الحصول على تعليم جيد مهمة صعبة. حالياً يوجد 4 مدارس أونروا في مخيم الدهيشة وحوالي 2,150 طالباً، لكن أحد هذه المدارس هُدِمَت مؤخراً ليتم إعادة بناءها نظراً لسوء حالة مبناها. كذلك خلال فترة جائحة كورونا بدأت المدارس باستخدام وسائل وبرامج مختلفة لاستكمال عملية التعليم، بينما عانت مدارس الأونروا من ذلك وافتقرت للقدرة (المالية) لاستكمال التعليم، فبذلك لم تتمكن من الانتقال للتعليم الإلكتروني. لذلك لم يتلقى معظم طلاب الأونروا حصصاً خلال العام الدراسي 2020-2021 إلا لفترات قصيرة. وجدنا أن العديد من الأمهات اللواتي لديهن أطفال في المدرسة لاحظن صعوبة في التعليم وتراجع التحصيل الأكاديمي لأطفالهن، وتقدّر هذه النسبة ب61,4% في دراسة كرامة لتأثير جائحة كورونا.
مع كل التحديات اليومية من الحصول على تعليم جيد وإنهاء 16 سنة أو أكثر من التعليم المدرسي والانتقال بنجاح من التعليم لسوق العمل، يواجه الأطفال هنا تحدياً كبيراً آخر ألا وهو إيجاد منافذ للترفيه عن أنفسهم. ما يفتقره خاصة أطفال المخيمات هو فرصتهم للاستمتاع بأنشطة ترفيهية ووقت فراغ وعدم تعرضهم للعنف والمواجهات وغارات الجيش. لذلك أوصت اليونيسف بخلق مساحات آمنة للأطفال في المخيمات لإعطائهم شعوراً “بالحياة الطبيعية وسط الفوضى التي يعيشونها في الواقع.”